2023/07/25
شارك عبر

تعريف الصدقة

الصدقة هي ما يعطى من مال أو غيره لمساعدة الفقراء والمساكين لمرضاة الله تعالى. قال رسول الله ﷺ: “كل سلامى من الناس عليه صدقة”، وهذا حديث عظيم شرح فيه رسولنا الكريم معنى الصدقة وكيفية تأديتها بكل الطرق الممكنة المادية أو المعنوية، كحمل الناس وإعانتهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإماطة الأذى عن الطريق، وهذا لمرضاة الله سبحانه وتعالى.

ايات عن الصدقة

ذكر الله تعالى الصدقة في كثير من السور في القرآن الكريم، ليُبيِّن لنا سبحانه أهمية الصدقة والأجر الكبير لمن يؤديها حق أدائها.

  • مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. (سورة البقرة، آية: 245)
  • مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. (سورة البقرة، آية: 261)
  • وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. (سورة البقرة، آية: 265)
  • إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ. (سورة الحديد، آية: 18)
  • إِن تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ. (سورة التغابن، آية: 17)

مصارف الصدقة ولمن تعطى

تستحبُّ الصدقة لكل مسلم، وله أن يصرفها كيف شاء، والأفضل له أن يتصدَّق على الأقربين، فيُقدِّم الأقرب فالأقرب، مع مراعاة أشدهم حاجة؛ فيُقدَّم على غيره؛ فقد روى أصحاب “السنن”، عن سلمان بن عامر، عن النبي ﷺ قال: “الصَّدَقَة على المسكين صَدَقَة، وهي على ذي الرَّحِمِ اثنتان: صَدَقَةٌ وصِلَةٌ”.

وقال الله تعالى في كتابه الكريم: يَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (البقرة: 215)

الصدقة على الأقارب

الصدقة على الأقارب تُعطي أجران، أجر الصدقة وأجر صلة القُربى، إذا كانوا فقراء، فهم أولى من غيرهم، والصدقة فيهم مُضاعفة، وهي صلة رحم وصدقة، وأما الأغنياء تكون هدية، إذا أهديت إليهم فهذا من صلة الرحم.

ومن أولى الأقارب لهذه الصدقة هو اليتيم والقريب الذي يخفي العداوة، وذلك مثل ما قاله رسول الله ﷺ: (أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح).

إعانة الوالدين

إنَّ فضل الوالدين على الأبناء فضل كبير، وقد أمر الله تعالى المسلمين ببر الوالدين فقد قال تعالى في كتابه الكريم (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).

وقد أمر الله تعالى بالدعاء للوالدين وطلب الرحمة والمغفرة لهم والتصدق عليهم.

وهناك فضل عظيم للأبناء الذين يقومون بالإنفاق على آبائهم ويمكن اِحتسابها من باب الصدقة، حيث قال اِبن أبي مسعود الأنصاري أنَّ الرسول ﷺ قال: (إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة وهو يحتسبها كانت له صدقة).

وقال رسول الله ﷺ : (ما أطعمت نفسك، فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك، فهو لك صدقة، وما أطعمت زوجك، فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك، فهو لك صدقة).

التصدق على الزوج والأولاد

التَّصدق على الزوج والأولاد يعتبر كصدقة الأقارب، ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال لزينب اِمرأة اِبن مسعود: زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ. كما أن إنفاقك على زوجك وأولادك على سبيل الصدقة فيه الجمع بين الصدقة والصلة، ففي الصحيحين عن زينب اِمرأة اِبن مسعود رضي الله عنهما أنها قالت: يا رسول الله، أيُجزَئ عنا أن نجعل الصدقة في زوج فقير، وأبناء أخ أيتام في حجورنا، فقال لها رسول الله ﷺ: لك أجر الصدقة، وأجر الصلة.

وقد روى الترمذي والنسائي واِبن ماجه عن سلمان بن عامر الضبي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي القرابة اثنتان: صدقة وصلة.”. 

صدقة التطوع للأغنياء

صدقة التطوِّع هي الصدقة التي يُخرجها المسلم تطوعاً منه، غير مُلزمٍ بإخراجها، لغيره مسلماً كان أم غير مسلم، وهي صدقة نؤديها تقرباً لله وإخلاصاً لمرضاته، ويمكن أن تكون الصدقة للأغنياء والفقراء.

الصدقة على الأيتام

تُعتبر كفالة اليَتيم من الصدقات، واليتيم هو من مات أبويه ويطبق على كل من فقط أحد أبويه أو كلاهما، واليتيم في الإسلام هو من فقد أباه قبل البلوغ، وقد اِهتم الإسلام باليتيم اِهتماماً بالغاً من حيث توفير سبل العيش له وكفالته ورعايته والاِهتمام به، وكفالة اليتيم تكسب أجراً عظيماً لصاحبها.

الصدقة على الكفار

يمكن إعطاء الصدقة للفقراء غير المسلمين وخصوصاً إذا كانوا من الأقارب، بشرط ألا يكونوا من المحاربين لنا.

قال الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون  ) (الممتحنة / 8- 9).

ولحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ” قَدِمَتْ عَلَيّ أمي وهي مشركة – في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله ﷺ ومُدَّتِهم – مع أبيها ، فاِستفتت رسول الله ﷺ فقالت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبةٌ – تطلب العون –  أفأصلها ؟ قال : نعم صِلِيْها “.

الذين حرمت عليهم الصدقة

قال رسول الله ﷺ:لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي. والغني هو ما يكون لديه ما يكفيه من مسكن وملبس ومأكل هو من يعولهم ، لذا فقد تم تحريم الصدقة على الغني.

لا تحلُّ الصدقة لغني إلا لخمسة ـ العامل عليها، أو رجل اِشتراها بماله، أو غارم، أو غازٍ في سبيل اللَّه، أو مِسكين تصدق عليه بها فأهدى منها الغني.

الأسئلة الشائعة

من الذي يستحق الصدقة؟

الذين يستحقون الصدقة هم الفقراء والمساكين وأبناء السبيل وطالب العلم والغازي في سبيل الله والغارم.

من هم الذين لا تجوز عليهم الصدقة؟

لا تجوز الصدقة على الأغنياء، ولمن لديه معيل

هل تجوز الصدقة على الأخت المتزوجة؟

نعم. تجوز الصدقة على الأخت المتزوجة

هل تقبل الصدقة من الذي لا يصلي؟

نعم. تُقبل منه، وإنَّما عليه إثم ترك الصلاة.