الحكمة من الزكاة وتشريعها

ما الحكمة من الزكاة ؟

من رحمة الله تعالى أنه جعل من الإسلام نَهجٌ كامل لحياةٍ يحكمها الخير والرَّحمة والتكافل والفلاح. ففي أحكام الله التي سَنَّها في كتابه الكريم وفي سُنة رسوله الحبيب، معايير مُحكمة خُصَّصت لتجعل المسلمين على قلب رجل واحد ولتجعل من المجتمع الإسلامي مجتمعاً يسوده الخير والصَّلاح والوئام.

ومن أحكامه التي أوجبها على عباده المسلمين إيتاء الزكاة ــ حق المسلم من أخيه المسلم ــ وجعل في أدائها الخير الكثير لِمن أخرجها لله ولِمن أخذها من عباد الله. نَذكر بعضاً من منافع الزكاة علينا نحن المسلمون:

• تطهر الزكاة نفس المزكّي من الشُّح والبخل، لأنَّ الفكرة الأساسية من الزكاة هي الاِستغناء عن جزء بسيط من المال للفقراء والمحتاجين.
• كما أنها تطهر نفس الفقراء من الحقد والحسد، وتزيد الألفة بين المسلمين.
• تزيد الزكاة من البركة في مال المُزكّي.
• تحمي المزكي من البلاء.
• تحقق الزكاة التكافل الاِجتماعي وتزيد من تماسك المجتمع.

الحكمة من الزكاة في الإسلام

أوجب الله الزكاة في الإسلام وجعلها الرُّكن الثالث من أركان الإسلام ليُثبِّت أهميتها لدى المسلمين في أداء شرائعهم. وجعل في كل النِّعم ــ التي رزقنا إياها ــ زكاة، وجعل لها أحكامها. إليكم تلك الأحكام.

الحكمة من زكاة الزروع والثمار

الحكمة من زكاة الزروع والثمار هو مساعدة المحتاجين الذين لا يملكون القدرة في الحصول على الثمار والزروع وتقديمها لإخواننا المسلمين على شكل زكاة، بحيث تعود المنفعة على كِلا الإخوة المسلمين؛ المسلم المُزكّي والمسلم الفقير الذي يحصل على الزكاة.

ما الحكمة من مشروعية زكاة الفطر

تُطهر زكاة الفطر الصائم من اللغو والرَّفث، فترفع الخَلل والنقص الذي كان في الصَّوم، بالإضافة إلى أنها إطعام للمساكين وإغناء لهم عن السؤال وإدخال السرور لقلوبهم، ويظهر ذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ).

الحكمة من تحديد النصاب في الزكاة

رحمة الله وسعت كل شيء، ومن رحمته أنه سبحانه وتعالى حدَّد النِّصاب في الزكاة ليُحقّق العدل بين المُزكِّيين، ولِيضمن حقوق الفقراء. وجعل سبحانه تحديد النِّصاب مُرتبط بالذَّهب حتى لا تتغير قيمة الزَّكاة.

وأكد الله تعالى على أهمية الزكاة في قوله سبحانه: “وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ” سورة الذاريات (19)

فوائد الزكاة على المجتمع و الفرد في الإسلام 

فرض الله تعالى الزَّكاة لأنها تُحقق المساواة في المجتمع، وتدفع الحقد والكره من قلوب الفقراء، وتدفع البخل والشح من قلوب الأغنياء، وتُؤلِّف بين قلوب المسلمين.

بالإضافة إلى أنها تزيد من مال المُزكِّي بالرِّغم من أنه يعطي منها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما نقص مال من صدقة).

 تعتبر الصدقة من الزكاة وتزيد الزكاة من تماسك المجتمع وتزيد من الألفة بين قلوب أبناء المجتمع.

إتمام الطاعة لله وشرط من شروط إسلام الشخص

الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام ولا يَتمُّ إسلام الشخص إلا بإتمام الزَّكاة، فهي شرط رئيسي من شروطه.

قال الله تعالى – ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: 5].

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رجلاً جاء إلى النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقال:

– يا رسول الله، أيُّ النّاس أحبّ إلى الله؟ وأيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

– أحبّ النّاس إلى الله تعالى أنفعُهُم للنّاس، وأحبّ الأعمال إلى الله عزّ وجلّ سرور يُدخله على مسلم، أو يكشف عنه كُربَة، أو يقضي عنه دَيْنًا، أو يطرد عنه جوعًا.

صِدق إيمان المزكي

عندما يدفع المسلم الزكاة يجب أن يدفعها بنية صادقة لله تعالى، ليقبل الله منه زكاته ويبارك له في رزقه.

فإن لم تكن الزكاة بنية صادقة لا يقبلها الله تعالى على أنها زكاة نابعة من قلبٍ مؤمن.

ترفع وتزيد من أخلاق المزكي

تدفع الزكاة الشُّح والبُخل من قلب المزكّي وتزيد قلبه طهارة وإيماناً، فتزيد وترفع أخلاقه وتُحسِّن علاقاته مع المجتمع.

قال الله تعالى ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 71]. 

تشرح الصدر وتريح النفس

إن البذل والكرم من أسباب اِنشراح الصدر، لكن لا يستفيد منه إلا الذي يعطي بسخاء وطيب نفس، ويخرج المال من قلبه قبل أن يخرجه من يده، أما من أخرج المال من يده، لكنه مازال في قرارة قلبه، فلن ينتفع بهذا البذل.

سبب من أسباب دخول الجنة

عن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ.

والزكاة هي اِطعام الطعام للمحتاجين، لذا  فهي سبب في دخول الجنة.

تعزيز دور التكافل الإجتماعي بين أفراد المجتمع

الزكاة توحد المجتمع وتزيد التكافل بين أفراده، لأنها تجعل الإنسان يحسن للآخرين كما أحسن الله إليه، قال الله تعالى: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) القصص 77. 

فتصبح الأمة الإسلامية وكأنها عائلة واحدة، وهذا ما يعرف عند المتأخرين بالتكافل الاِجتماعي، والزكاة هي خير ما يكون لذلك، لأنَّ الإنسان يؤدي بها فريضة، وينفع إخوانه.

تقي من حر يوم القيامة

قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: (كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة)، وقال في الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).

سبب لزيادة الخيرات وسعة الرزق

تزيد الزكاة من الخيرات وسعة الرزق، لأنَّ الله تعالى يبارك في مال المزكي.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منع قوم زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء).

أي أن الله تعالى يبتلي القوم الذي لا يزكي بأمواله.

تطفئ غضب الرب

وصف الرسول صلى الله عليه وسلم فضل الصدقة الكبير الذي لا يدركه الكثير من الناس، وهو أنها تطفئ غضب الله تعالى فقال: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب. والزكاة هي صدقة في سبيل الله تعالى، فالزكاة فضلها فضل الصدقة.

تزكي المال من الشبهات وتكفر عن المزكي الخطايا

تكفر الزكاة عن خطايا المزكي وتدفع الشبهات عن مال المزكي.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار.

الأسئلة الشائعة