فرق الإنقاذ تسابق الزمن وتستجدي كل جهد لانتشال أملٍ ربما يظهر من تحت الركام بعد زلزال تركيا وسوريا، بالتزامن مع أذرع المساعدات الممدودة للناجين والمصابين الذين ما إن أفاقوا من هزة الزلزال حتى استقبلتهم لفحة الجو الثلجي العاصف، معلناً بداية كارثة إنسانية.
زلزال تركيا وسوريا
شهدت المنطقة الواقعة جنوب تركيا وشمال سوريا فجر الإثنين 06-02-2023 زلزالاً بقوة 7.8 على مقياس ريختر، مركزه قضاء ألبيستان بولاية قهرمان مرعش على عمق 17.4 كم تحت الأرض، تبعه هزات ارتدادية على مدى الأيام التالية له.
وأسفر هذا الزلزال عن إحداث خسائر كبيرة في الأرواح، وأضرار هائلة بالممتلكات في الولايات التركية المحيطة بمركز الزلزال وصولاً إلى المنطقة الشمالية الغربية في سوريا، والتي تُؤوي مئات الآلاف من اللاجئين.
ولا تزال جهود الإنقاذ تتضافر في حشد الطاقات لإنقاذ الضحايا من تحت الأنقاض، في سباقٍ مع الزمن والذي بات يمر بطيئاً على من ينتظر المساعدة.
ضحايا زلزال تركيا وسوريا
تشير التقديرات الأولية -وفق بيانات نشرتها وكالة الأناضول- إلى وفاة ما لا يقل عن 11 ألف شخص حتى يوم الأربعاء 08-02-2023 في زلزال تركيا وسوريا، وإصابة ما لا يقل عن 45 ألف آخرين، إلى جانب دمار أكثر من 6 آلاف مبنى.
وتأثر نحو 13 مليون شخص بزلزال سوريا وتركيا، مما اضطر عدد كبير منهم للمبيت في العراء أو النزوح إلى أماكن الإيواء المؤقتة أو منازل أقاربهم في الولايات والمناطق الأخرى غير المنكوبة، في ظل منخفض جوي أدى لعواصف ثلجية شديدة.
وتخشى منظمة الصحة العالمية أن يفوق مجمل ضحايا زلزال تركيا وسوريا الـ 20 ألف قتيل، وقدّرت المنظمة من جانبها عدد المتضررين الإجمالي من الزلزال بنحو 23 مليون شخص.
ضحايا الزلزال في تركيا
ضحايا الزلزال في تركيا وحدها؛ بلغ 8574 شخص حتى ظهر الأربعاء 08-02-2023 وفق ما صرّح به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عند وصوله إلى ولاية كهرمان مرعش إحدى الولايات المتضررة، كما أعلن عن ارتفاع عدد المصابين نتيجة الزلزال إلى 40 ألفا و910 شخص.
وأفادت إدارة الكوارث والطوارئ التركية AFAD أنّ نحو 100 ألف من عناصر البحث والإنقاذ يعملون في المناطق المنكوبة، مشيرةً إلى أن الساعات المقبلة تعتبر حاسمة في إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض.
وصدر على إثر زلزال تركيا قراراً رئاسياً بإعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في المناطق المنكوبة، بعدما قال الرئيس التركي أردوغان إن بلاده أمام أكبر كارثة في تاريخها.
ضحايا الزلزال في سوريا
من جهتها أعلنت وكالة الأناضول التركية أن عدد ضحايا الزلزال في سوريا ككل وصل إلى 2530 قتيل و4645 جريح حتى يوم الأربعاء 08-02-2023.
وكان نصيب المناطق الشمالية الغربية المتاخمة للحدود التركية منها هو الأكبر، وسط صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات، لعوامل جوية ولوجستية.
والجدير بالذكر أن هذه المنطقة تشهد كثافة سكانية مرتفعة نتيجة وجود أعداد كبيرة من النازحين فيها، لتأتي كارثة الزلزال وتضاعف صعوبة المعيشة وسط أجواء ثلجية وشتاء قاسي، واضطرار عشرات الآلاف منهم إلى النزوح لمناطق أخرى.
وأفادت فرق الدفاع المدني في شمال سوريا أنّ أعداد ضحايا الزلزال في سوريا مرشحة للارتفاع أكثر، في ظل صعوبات كبيرة تواجه هذه الفرق في الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة، مع نقص كبير بالإمكانات والمعدات الثقيلة اللازمة للإنقاذ، وشح كبير في المواد الغذائية اللازمة لإغاثة الناجين من الزلزال.
حصيلة أضرار زلزال تركيا وسوريا
تعرضت آلاف المباني والمنشآت والقلاع التاريخية والمباني الأثرية في تركيا وسوريا إلى أضرار بالغة نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا صباح الاثنين، وخلف مئات القتلى وآلاف الجرحى.
حصيلة الأضرار في جنوب تركيا
أعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، أنّ عدد الأبنية المتهدّمة جراء الزلزال بلغ نحو 5 آلاف و 775 مبنى، وشملت أضرار الزلزال في تركيا عشرة ولايات وهي:
- أضنة.
- أدي يمان.
- ديار بكر.
- غازي عنتاب.
- هطاي.
- قهرمان مرعش.
- كيليس.
- ملاطية.
- عثمانية.
- شانلي أورفة.
حصيلة الأضرار في شمال سوريا
وأشار الدفاع المدني في شمال سوريا إلى أن أكثر من 375 مبنى انهار بشكل كلّي، وأكثر من 1200 مبنى انهار بشكل جزئي، كما تصدّعت آلاف المباني الأخرى، إلى جانب عشرات الطرقات والبنى التحتية الأساسية والخدمية.
وأدّت هذه الأضرار إلى صعوبة إيصال المساعدات إلى الناجين من الزلزال في شمال سوريا، والذين هم في معظمهم من اللاجئين أصلاً إلى تلك المنطقة.
كيفية مساعدة الناس في الزلازل
تتنوع طرق مساعدة الناس في الزلازل بين تقديم المساعدات العينية التي يتم إيصالها مباشرةً إلى المتضررين، أو المساعدات النقدية التي تستقبلها الجمعيات الخيرية والمنظمات الإغاثية، لتقوم هي بشراء الاحتياجات الأساسية اللازمة وتوزيعها لهم بأسرع وقت ممكن.
التبرع لضحايا الزلزال
ويحتاج الناجين من الزلزال بشكل أساسي إلى ما يلي:
- الإسعافات الأولية.
- الأدوية والعلاجات الطبية.
- الغذاء والطعام.
- ماء الشرب.
- تجهيزات إعداد الطعام.
- تجهيزات الصرف الصحي.
- احتياجات النظافة الشخصية.
- احتياجات خاصة بالأطفال.
- الأغطية والبطانيات.
- الخيم أو الملاجئ المؤقتة.
- نقاط اتصالات وتواصل.
إغاثة متضرري زلزال تركيا وسوريا
توافدت المساعدات الدولية بعد زلزال سوريا وتركيا لتساهم في جهود الإغاثة المحلية، وفي الوقت الذي عرضت فيه 70 دولة إرسال مساعدات موجهة بشكل أساسي إلى تركيا؛ لا تزال المساعدات المقدمة إلى سوريا والشمال السوري محدودة جداً ودون المطلوب بمراحل.
وترتفع الأصوات المنادية بضرورة المسارعة في إرسال المساعدات إلى المتضررين من الزلزال في سوريا سواءً عبر إرسال فرق الإنقاذ والآليات المساعدة، أو المواد الإغاثية الأساسية التي يحتاجها الناجون الذين يبيتون في العراء بأجواء شتوية صعبة.
وتستمر معاناة السوريين في مناطق النزوح شمال غرب البلاد بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، ولا تزال مئات العائلات تنتظر الإنقاذ والانتشال من تحت الأنقاض، وآلاف العائلات تترقب الإيواء تحت أي سقف يستر عنها برودة الطقس.
أمل وسط الركام
تعمل فرق الإنقاذ التابعة لمنظمة بنيان للشباب والتنمية بكل ما أوتيت من طاقة وجهد على تقديم المساعدة والدعم العاجل للمتضررين.
ونقوم في بنيان بالتعاون مع الهيئات والجمعيات المحلية بتوزيع المساعدات الأساسية للمتضررين من الكارثة، بما في ذلك: الغذاء والماء والسكن والملابس الشتوية وبطانيات التدفئة والمساعدة الطبية.
كما أننا نفتح باب المساهمة ونستقبل تبرعاتكم لإغاثة المتضررين وتقديم المساعدات الأساسية للمنكوبين من الزلزال.
كما يعمل فريقنا في بنيان على الأرض عن كثب مع الجهات المحلية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين بأسرع وقت وأعلى كفاءة.
الجدير بالذكر أنّ منظمتنا تتمتّع بسجل حافل من تقديم الدعم الفعّال والإغاثة في أوقات الأزمات.
إنّ تبرعك بغض النظر عن المبلغ لن يساعد فقط في توفير الضروريات؛ ولكن سيحدث أثراً ظاهراً أيضاً ويمنح الأمل وسط الركام.
يمكنك كذلك دعم مهمتنا الإغاثية من خلال مشاركة هذه الحملة مع أصدقائك وعائلتك، باستخدام أدوات المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي.
معاً، يمكننا التأثير بشكل إيجابي على حياة المتضررين من هذه الكارثة.
المصادر