مرّت أكثر من (7) سنوات عجاف على اليمن منذ أول مشهد للحرب على أرضها، أنهكت فيها البلاد والعباد، ولم تكد تهدأ الحرب فيها عبر هدنة جرت خلال الشهور الأخيرة، حتى جددت الفيضانات عزاء النزوح، فسجلت المنظمات الدولية حتى الآن ما يزيد عن (4.3) مليون نازح يمني إلى مخيمات اللجوء في مختلف المناطق اليمنية، فما هو حال النازحين في اليمن مع اِقتراب الشتاء وأزمة الجوع فيها؟
ملايين النازحين في اليمن يواجهون الشتاء
عانى الملايين من الشعب اليمني خلال الحرب من أزمة النزوح ولا يزالون، إذ يحتاج ما يقارب من (20) مليون يمنيّ إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، مثل؛ المأوى والمستلزمات المنزلية والمياه والصرف الصحي المناسب، في حين يعيش (92%) من اليمنيين النازحين على أقل من (40) دولاراً في الشهر، مع اِفتقادهم لمصدر دخل يعينهم على قساوة الحياة هناك.
كما تعاني اليمن من اِزدياد في عدد المهاجرين القادمين من القرن الإفريقي باِتجاه دول الخليج، لتسجل الإحصائيات وصول (25,000) مهاجر في الأشهر الأربعة الأولى من عام (2022).
ناهيك عن الفيضانات التي حدثت مؤخراً في اليمن، لتفعّل المنظمات الدولية آلية الاِستجابة السريعة التي يقودها صندوق الأمم المتحدة للسكان في (16) محافظة تضرّرت بسبب الفيضانات.
لكن مع اِقتراب فصل الشتاء، يبقى السؤال الأهم هو من أكثر المتضررين من هذا النزوح؟
الأطفال وكبار السن أكثر من يعاني في الشتاء
اِستنزفت الحرب على مدار السنوات السابقة الشباب والرجال، فكان معظم النازحين من كبار السّنّ والنساء والأطفال، إذ تشير الإحصائيات أن أكثر من (75%) من النازحين، هم من النساء والأطفال، مع قرابة (1.3) مليون اِمرأة حامل حالياً، كلهم محرومون من أساسيات الحياة، فضلاً عن الرعاية الصحية اللازمة والتعليم في مخيمات لا تقي حرّ الصّيف ولا برد الشتاء.
إلا أن البرد ليس الجلّاد الوحيد الذي تواجهه العائلات في مخيمات النزوح، فسوء التغذية يتربص بهم يوماً بعد يوم، فما مدى خطورته على النازحين؟
المجاعة مستمرة في اليمن
يشير المسؤول في برنامج الأغذية العالمي (WFP) “ديفيد بيزلي”، إلى تدهور الوضع الإنساني في اليمن بسبب الوضع الاِقتصادي المتردي، وقال: “أسعار الغذاء الآن (70%) أعلى في شمال اليمن عمّا كانت عليه قبل عام، و(40%) أعلى من العام السابق في الجنوب”.
ليست الحرب في اليمن وحدها السبب في تدهور الوضع الاِقتصادي واِرتفاع أسعار الغذاء والوقود، فالأزمة الاِقتصادية عالمياً أثرت بشكل مضاعف على الأوضاع في البلاد، خصوصاً مع تفاقم أزمة أوكرانيا، التي كانت توفر ما يقارب (30%) من إمدادات القمح لليمن.
تشير الإحصائيات أن حوالي (160,000) شخص يواجه كارثة غذائية حقيقية، ويعاني (538,000) طفل من سوء التغذية الحاد.
تلك الأرقام ليست ثابتة، فالوضع لا يزال يتفاقم لأسباب عديدة، منها تراجع دعم المنظمات الدولية والتدخل الإغاثي الإنساني، فما هو سبب ذلك التراجع؟
انخفاض الدعم الأممي، والإعتماد على التبرعات الفردية
تحاول المنظمات الدولية دعم إدارة مواقع النازحين، وتأمين الخدمات لهم في (61) موقع نزوح، إذ يحتاج (23) مليون شخص في اليمن إلى المساعدات الإنسانية الفورية، بعد أن فقد الملايين منازلهم واِنهار الاِقتصاد في بلدهم، وزادت حاجتهم إلى توفير مياه نظيفة وصرف صحي آمن.
كذلك يسعى البرنامج العالمي للأغذية لتوفير الطعام لما يقارب من (18) مليون شخص في اليمن في عام (2022)، إلا أنه مع نهاية شهر تموز/ يوليو، لم تحصل خطة الاِستجابة الإنسانية تلك على أكثر من (29%) من المبلغ المطلوب لتوفير المساعدات الإنسانية.
هذا الوضع الإنساني الصعب، وفجوة التمويل في المساعدات، وضعت اليمن أمام عوز في تلبية الحالات الإنسانية، والبحث عن المبادرات والتبرعات الفردية التي تحاول سدّ ما تستطيع من الاِحتياج الفعلي، خصوصاً مع اِقتراب الشتاء، فهل مخيمات النزوح مستعدة لمواجهة فصل الشتاء؟
المعاناة الأكبر في الشتاء، مخيمات اللجوء
تواجه مخيمات اللّجوء اليوم خطراً كبيراً مع قدوم فصل العواصف والأمطار، نستعرض أهمها:
- انعدام الكهرباء في مناطق الصراع في اليمن
لا يخفى على أحد اليوم ما تسببه الحرب من أضرار على الحجر فضلاً عن البشر، فتتسبب بخراب البُنى التحتيّة، وفقدان الأساسيات الضرورية لتلبية أدنى مستويات العيش كالكهرباء على سبيل المثال لا الحصر، وهو ما تعيشه العديد من مناطق الصراع اليوم.
- السيول وتسرب المياه للخيم
يتمسّك الغريق عادة بقشة للنجاة من الغرق، أما في المخيمات، فتلك القشة لا تُغني ولا تردّ السيول التي تضرب أرض المخيمات المفتقرة أساساً إلى أدنى مقومات السلامة.
- البرك الطينية وتقطع طرق المواصلات
قد يحالف الحظّ بعض النازحين، فلا تجرف السيول خيامهم التي لا تقي برد الشتاء، لكن بقاء الخيم منتصبة لا يعني بالضرورة نجاة طرق المواصلات من الكارثة، فقد تنقطع بفعل العواصف والسيول، فضلاً عن محاصرتهم ببرك الطين من حولهم.
- لا يوجد مواصلات لايوجد عمل
كنتيجة طبيعية لاِنقطاع طرق المواصلات، وشحّ الوقود مع أمسّ الحاجة إليه، تتعطّل فرص العمل التي تعاني من الندرة أساساً في بلد أنهكت الحرب اِقتصاده المتواضع.
ومع هذه الأزمات التي تعصف بالنازحين في اليمن، هل هناك فرصة للنجاة بأقل الخسائر؟
تبرع الآن وأنقذ النازحين اليمنيين من خطر الشتاء
يصعب إعطاء إجابة شافية عن السؤال السابق، لكن مع أكثر من (2.7) مليون مستفيد من اللاجئين في مختلف بقاع الأرض (سوريين، يمنيين، فلسطينيين)، نسعى جاهدين لدعم جميع المحتاجين في مخيمات النزوح لتأمين متطلباتهم، بدءاً من أبسط مقوّمات الحياة التي ستقيهم برد الشتاء، وصولاً إلى إعمار البشر والحجر، لذا ساهم معنا بما تستطيع مهما كان قليلاً، “.و”لا تحقّرنّ من المعروف شيئاً
الأسئلة الشائعة
ما هي الآثار السلبية التي تواجه النازحين في اليمن؟
يواجه النازحون اليمنيون اليوم العديد من المشاكل، منها سوء التغذية الشديد ونقص المساعدات الغذائية قلة الوقود وانقطاع الكهرباء عدم وجود المأوى والمستلزمات المنزلية والمياه والصرف الصحي الآمن البطالة والفقر.
كيف أتبرع للنازحين في اليمن؟
يمكنك التبرع عن طريق زيارة https://www.launchgood.com/campaign/qurbani_for_refugee_widows_and_orphans? موقع التبرع التابع لمنظمة بنيان.
ما هي أشد احتياجات اليمنيين؟
– الكسوة الشتوية المواد الغذائية المواد الطبية تأمين مصادر المياه النظيفة تأمين المستلزمات المنزلية الأساسية.