الصدقة وفضلها على الفرد والمجتمع

فضل الصدقة

جاءت تعاليم الإسلام لتزرع الأخلاق الحميدة في النفوس وتعزز التَّراحم والتَّعاضد بين المسلمين ولتُصقل مبادئ الإنسانية في المجتمع الإسلامي كله.

ولعل أحد أعمق التعاليم التي علمنا الله إياها هي إعطاء ما نُحب مما نملك، لمن يحتاجه ولا يملكه، و أنَّ إيثار النفس والتصدق تقرباً لله هو أمر عظيم عند الله و جزاؤه كبير.

لذا كانت الصدقات على اِختلاف أنواعها من الأعمال التي يحبها الله ويحب مِنَّا أداء حقها، لِما تضع في قلوبنا من رحمة وتواضع وخير لبعضنا البعض. 

الصدقة أفضل الأعمال عند الله

فالصدقة من أفضل الأعمال عند الله تعالى، لأنها تحقق التكافل الاِجتماعي بين الغني والفقير، وأمرنا الله تعالى بأدائها في آيات القرآن الكريم حين قال سبحانه:

قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ} [سورة إبراهيم: 31].

بالإضافة لذلك فإن النبي ﷺ أمرنا بالصدقة حين قال:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ” من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلوَّه حتى تكون مثل الجبل” .

رواه البخاري (1344) ومسلم (1014) .

فضل الصدقة في دفع البلاء

يوجد للصدقة فوائد كثير لا يمكن إحصاؤها، ومنها دفع البلاء عن المسلم، فالصدقة تدفع البلاء عن المسلم لذلك أمرنا بها الله تعالى ورسوله ﷺ.

قال رسول الله ﷺ: (إن الصدقة لتطفئ غضب الرَّب وتَدفع مِيتَة السُّوء).

يوجد عدد من القصص التي ذكرت فضل الصدقة في دفع البلاء ومنها:

ركب رجلاً البحر، فغرق كل من على السفينة، فإذا قائل في الهواء يقول: ألا إن الفداء مقبول وزيد مُغاث، وكان اسمه زيد فبقي على لوح حتى رمي به على الساحل، فسلم، قالت له أمه ما أعجب ما رأيت، فأخبرها بما جرى، فقالت: إني تصدقت ذلك اليوم وفي تلك الساعة على فقير بدرهم ودعوت: “اللهم سلم به ولدي إن ركب براً أو بحراً”.

الصدقة مطهرة للنفس

تطهر الصدقة النفس وتنقي القلوب وتبعد العبد عن صفة البخل وتخلصه من داء الشح الذي أخبر ـ سبحانه ـ بأن الوقاية منه سبب للفلاح وذلك في قوله ـ عز وجل ـ: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون {الحشر: 9}.

كما أمرنا الله تعالى بالصدقة عند الحاجة، فهي تقضي الحاجة.

الصدقة اليومية

الصدقة اليومية هي الصدقة التي يدفعها المسلم كل يوم.

قال الله تعالى في الصدقة (آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ)

وللصدقة فضل كبير في حياة المسلم فهي:

• تطفئ غضب الرب.
• تقي من النار.
• تشكل الصدقة ظلا لصاحبها يوم القيامة.
• تزيد البركة في مال المتصدق، وغيرها الكثير.
• الصدقة على الأقارب

الصدقة على الأقارب تجمع بين الصدقة وصلة الرحم، لذلك التصدق على الأقارب أفضل من الصدقة على الغرباء.

بيّن الله تعالى ترتيب النفقة في القرآن الكريم، وكان أول من ينفق عليه هم الوالدان ثم الأقربون، قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾.

يقول – صلى الله عليه وسلم -: (أَفْضَلُ دِينارٍ يُنْفِقُهُ الرَّجُلُ، دِينارٌ يُنْفِقُهُ علَى عِيالِهِ)، وقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من التعمد في التقصير في نفقة الأهل.

فقد قال عليه السلام: (كفى بالمرءِ إثمًا أن يضَيِّعَ من يَقُوتُ). أي إن الإنسان يقع في الإثم إن ترك النفقة على من يعتمدون عليه بالنفقة في البيت أو في العائلة.

الصدقة للاطفال

من أهم الأشياء التي يجب على الأطفال تعلمها هي الصدقة، فالصدقة ليست فقط التبرع بالمال بل تشمل الصدقة الكثير من الأعمال التي يمكن القيام بها رجاء مكسب مرضاة الله تعالى.

تعليم الصدقة للأطفال في عمر مبكر تساعدهم على فهم معنى الرحمة والتراحم، معنى الإنسانية والأخوَّة في الإسلام، و تزرع في قلوبهم حس المسؤولية تجاه الآخر، و تقدير النعم التي يعيشون فيها بمعيِّة الله وفضله، و كيف أن مشاركة ما يحبون من أشياء تخصهم و التصدق بها لغيرهم سوف تعود عليهم بخير كبير من الله، حتى وإن لم يروا ذلك الخير في وقته و يدركونه. 

التَّصدق بالمال وبالوقت وبالمجهود والمساعدة، كلها أنواع من الصدقة تصقل أرواح أطفالنا وتجعلهم يكبرون بإحساس أقوى تجاه حب الخير وتجاه مرضاة الله سبحانه وتعالى.

الأسئلة الشائعة