تعريف النذر
النذر هو أن يُلزم المسلم المُكلَّف نفسه بطاعةٍ لله فوق التي فُرضت عليه، مثل أن يقول المرء: (لله عليّ أن أذبح ذبيحةً أو أكفل يتيماً، أو نذرت لله صيام ثلاثة أيام إن شُفي مريضي) وعلى نحو ذلك، عندها صار من الواجب عليه أداؤه كوجوب الصلاة المفروضة.
بعض أحكام النذر
يعدّ النذر وأحكامه من المواضيع الدقيقة في الإسلام، إذ ورد ذكره في مواطن عديدة من القرآن والسنّة، قال تعالى في سورة مريم: (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا)، كما أثنى الله على صفات عباده الأبرار في قوله: (يُوفُونَ بالنذر وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً).
وقال رسول الله ﷺ (مَن نذَر أنْ يُطيعَ اللهَ فلْيُطِعْه، ومَن نذَر أنْ يعصيَ اللهَ فلا يعصِه).
التشارك في النذر
لا مانع من التشارك في النذر لدى بعض أهل العلم كالشافعية والحنابلة ولكن بشروط؛ فمن نذر أن يذبح شاةً فعليه ذبح الشاة، ويجوز له أن يشترك مع غيره في عجل أو بقرة، على ألّا يزيد عدد المشتركين عن سبعة أفراد؛ لأن العجل يقوم مقام سبعة من الشياه.
نسيان النذر
في حالة نسيان النذر فعلى المسلم محاولة تذكّر ما نذر وأدائه، فإن لم يستطع فعليه أداء كفارة يمين قياساً على النذر المُبهم.
إذ روى الترمذي عن رسول الله ﷺ قوله: (كفارة النَّذر إذا لم يُسَمّ كفَّارة يمين)، وكفّارة اليمين هي واحدةٌ من ثلاث:
- إطعام عشرة مساكين.
- كسوة عشرة مساكين.
- عتق رقبة.
فمن لم يستطع تنفيذ إحداها فعليه صوم ثلاثة أيام.
اجتماع النذر والدين
في حال اِجتماع النذر والدين على المسلم، وكان لا يملك إلّا ما يسدد فيه أحدهما، فالأولى أن يؤدّي الدين أولاً، ولا إثم في تأخير الوفاء بالنذر حتَّى يجد الفرصة المناسبة، لأنَّ الوفاء بالنذر ليس واجباً على الفور إلَّا إذا كانت صيغة النذر تقتضي الفورية.
التوكيل لوفاء النذر
يعجز المسلم أحياناً عن أداء النذر لسببٍ ما، فيلجأ إلى توكيل غيره لوفاء النذر عنه، مثل أن توكل الزوجة زوجها، فهل يصحُّ ذلك؟
جاء في كتاب المغني لابن قدامة المقدسي، في فقه الإمام أحمد: (وإِنْ عجز لعارض يُرجى زواله من مرض أو نحوه انتظر زواله ولا تلزمه كفارة ولا غيرها لأنه لم يَفُت الوقت فيشبه المريض في شهر رمضان، فإن استمر عجزه إلى أنْ صار غير مرجو الزَّوال صار إلى الكفارة والفدية)، وعليه:
إن عجز المرء عن الوفاء بنذره، بقي النذر ديناً في ذمّته، حتى يصبح قادراً على الوفاء به، فإن كان عجزه عن ذلك عجزاً كليّاً فعليه كفّارة يمين.
دفع قيمة الذبيحة المنذورة
عندما ينذر المسلم نذراً، يُلزم فيه نفسه أن يذبح ذبيحةً لله تعالى، فالأصل أن يفي بنذره كما ذكره ولا ينتقل لبديلٍ عنه، أخرج أبو داود عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: «مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةٍ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا لاَ يُطِيقُهُ فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَمَنْ نَذَرَ نَذْرًا أَطَاقَهُ فَلْيَفِ بِهِ»، والمراد في هذه الحالة من النذر هو إراقة دم الذبيحة تقرّباً لله.
التبرع بالنذر للفقراء والنازحين
في ظلّ الحروب والمآسي التي نعيشها، فإن الفقراء والنازحين هم أحق الناس بالصدقة والمساعدة، إذ يمكنك التبرع بالنذر لهم عن طريق منظمة بنيان الإغاثية وبرامجها المتعددة، سواءً كان النذر مبلغاً مالياً أو ذبيحةً أو كفالة يتيم، فأبواب الخير واسعة.
الأسئلة الشائعة
هل النذر حلال ام حرام؟
النذر حلال شرعاً، ولكن الأفضل ألّا يوقع المسلم نفسه في الحرج وأن يكتفي بعقد النيّة.
ما هو النذر في الإسلام؟
النذر في الإسلام هو أن يُلزم المسلم نفسه بطاعةٍ لم تجب عليه شرعاً.
ما هي أنواع النذر؟
نذر في أداء طاعة، يجب الوفاء به نذر في فعل معصية، لا يجب الوفاء فيه ويوجب دفع كفّارة.
ما هي شروط صحة النذر؟
من شروط صحة النذر أن يكون الناذر مسلماً بالغاً أن يكون النذر في طاعة وليس في معصية أن لا يكون النذر واجباً شرعياً أن يكون قابلاً للتطبيق.