أيها الإخوة والأخوات الكرام، مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، وفيما نستعد جميعاً لأداء شعيرة الأضحية العظيمة، دعونا نتذكر بقلوبنا ودعائنا إخواننا وأخواتنا الأحباء في غزة.
إنهم يمرون بظروف قاسية ومحنة تفوق الوصف. في هذه الأيام، لا يزال الوضع هناك كارثياً ومؤلماً للغاية. وبوصفنا جسداً واحداً، فهم في أمس الحاجة إلى رحمتنا ومساعدتنا الفورية.
ماذا يحدث لأهلنا في غزة؟
يعيش أهلنا الصامدون في غزة ظروفاً لا يمكن تصورها من القسوة والمعاناة:
لا سبيل لوصول المساعدات الحيوية
منذ شهور طويلة، يفرض حصار خانق يمنع دخول أبسط مقومات الحياة. الغذاء والماء النظيف والدواء أصبحت نادرة للغاية، وحياة الناس في خطر.
شبح المجاعة يهدد الأرواح
مئات الآلاف من إخواننا يواجهون خطر المجاعة الحقيقي. تصلنا أخبار مؤلمة ومفجعة عن وفاة الأطفال والضعفاء بسبب نقص الغذاء الحاد وسوء التغذية.
الحياة اليومية صراع مرير من أجل البقاء
معظم الأسر لا تجد ما يكفي من الماء الصالح للشرب. المستشفيات، إن وجدت، تكاد تتوقف عن العمل لنقص الأدوية والوقود. الكثير من العائلات فقدت منازلها وتعيش في ملاجئ مكتظة، يحدق بها اليأس.
خسائر بشرية فادحة ومؤلمة
أعداد الضحايا من المدنيين الأبرياء، بمن فيهم آلاف الأطفال والنساء، تدمي القلب وتوجب علينا التحرك.
كيف تساعد أضحيتك إخواننا وأخواتنا في غزة؟
عندما توكلنا لتقديم أضحيتك لأهل غزة، فإنك تساهم بشكل مباشر في:
توفير الغذاء الضروري للقوة والصحة
أضحيتك تقدم لهم اللحم الغني بالبروتين، وهو عنصر حيوي للأسر التي أنهكها الجوع، وخاصة الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والمرضعات، ليتمكنوا من الحفاظ على صحتهم وقوتهم.
إدخال الفرحة إلى قلوبهم في العيد وتخفيف بعض معاناتهم
أضحيتك تتيح لهم الشعور ببركة عيد الأضحى، وتذكرهم بأن إخوانهم المسلمين حول العالم يشعرون بهم ويهتمون لأمرهم حتى في أحلك الظروف.
إيصال رسالة قوية بأنهم ليسوا منسيين
عطاؤك الكريم يثبت لهم بأن إخوانهم في الإيمان لم ينسوهم في شدتهم وحاجتهم الماسة، وأن الأمة الإسلامية تقف إلى جانبهم.
كيف نضمن وصول أضحيتك إلى غزة بالشكل الشرعي والصحيح؟
نحن ندرك تماماً حجم الأمانة وأهمية أن تُنفذ أضحيتك وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية وأن تصل إلى مستحقيها الفعليين. لذا، نتبع الخطوات التالية بكل دقة وشفافية:
- أضحيتك تُنفذ وفق أحكام الإسلام وبأمانة: سيتم ذبح أضحيتك في مكان آمن ومعتمد خارج غزة، مع الالتزام التام بجميع الأحكام الشرعية المتعلقة بالأضحية، وبأقصى درجات الإحسان والعناية.
- نحافظ على جودة اللحوم وسلامتها الصحية: يتم تجهيز لحوم الأضاحي وتجميدها فوراً وبشكل احترافي. هذا الإجراء يضمن الحفاظ على جودتها وقيمتها الغذائية العالية، ويجعلها آمنة تماماً للاستهلاك عند وصولها لأهلنا.
- تُجهز وتُعد للإرسال الفوري إلى قطاع غزة: يُعبأ لحم الأضحية المجمد بعناية فائقة في عبوات مناسبة ويُجهز للنقل السريع إلى داخل قطاع غزة.
- تُسلم لمستحقيها من الأسر الأشد حاجة: نعمل بجد وبالتنسيق الكامل مع شركاء موثوقين وذوي خبرة على الأرض في غزة. فور توفر الممرات الآمنة والفرص المتاحة، نضمن بإذن الله وصول لحم أضحيتك بسرعة إلى الأسر الأكثر تضرراً وفقراً والتي تنتظر هذه المساعدة بفارغ الصبر.
- عهدنا لكم بالشفافية والاجتهاد: نلتزم أمام الله ثم أمامكم ببذل قصارى جهدنا لتجاوز كل التحديات والصعوبات لإيصال هذا الغذاء الحيوي لمن هم في أمس الحاجة إليه. وسنسعى جاهدين لإطلاع المتبرعين الكرام على مستجدات عملية التوزيع قدر الإمكان والمتاح.
غزة تستغيث وتتألم.. سارعوا بالعطاء والبذل ابتغاء وجه الله الكريم
إن حجم المعاناة في غزة يفوق كل وصف، ولكن بتكاتفنا وتعاضدنا كالبنيان المرصوص، نستطيع أن نحدث فرقاً حقيقياً وملموساً في حياتهم.
في عيد الأضحى هذا العام، اجعل أضحيتك فرصة عظيمة منحك الله إياها لتُظهر كرمك، وتؤدي واجبك، وتساعد إخوانك المستضعفين. تضحيتك يمكن أن تكون، بإذن الله، طوق نجاة حقيقي لأسر تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة.
كل أضحية تُقدم تحدث فرقاً كبيراً وتساهم في سد رمق الجائعين. كل قطعة لحم تمنح قوة وتخفف ألماً.
تقبل الله طاعاتكم وأضحياتكم وصالح أعمالكم، وجزاكم عن أهلنا في غزة خير الجزاء في الدنيا والآخرة. ونسأل الله العلي القدير بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يعجل بالفرج والنصر والتمكين لإخواننا الصامدين المرابطين في غزة، وأن يرفع عنهم الحصار والبلاء. آمين يا رب العالمين.