2023/07/25
شارك عبر

فوائد بناء المساجد

تمثّلُ المساجد النواة الأساسيّة للمجتمع الإسلامي، التي اِنطلق منها الإسلام هدىً ورحمة للناس، وكان بناء المسجد أول ما فعله رسول الله ﷺ عندما وصل إلى المدينة المنوّرة، ليبيّن لنا أهميّة هذا الصرح العظيم ودوره في حياة المسلمين.

أهمية المسجد في الإسلام 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏: قال رسول الله ﷺ: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده‏» ‏(‏‏‏رواه مسلم‏)‏‏‏‏.‏

وبناءً على ذلك، تكمن أهمية المسجد في النقاط الآتية:

  1. هو مكان إقامة الصلوات وأداء العبادات.
  2. المكان الذي يجمع المسلمين ويوحّد صفوفهم.
  3. مركز لنشر الدعوة والتعاليم الإسلامية.
  4. معهدٌ لتحفيظ القرآن الكريم والتنشئة الصالحة للأطفال.
  5. مقرٌُّ للشورى والنظر في أمور المسلمين.

الهدف الرئيسي من بناء المسجد

ليست المساجد مجرّد أبنية من الطين والحجارة، وإنما هي مركزٌ لنشر العِلم والهداية، ينبغي أن تمتدَّ رسالته وتعالميه لتصل جوانب المجتمع كافّة، فالهدف الرئيسي من بناء المساجد هو الدعوة إلى دين الله، وتعليم المسلمين أُصول دينهم وتعاليمه، إلى جانب إقامة الصلوات والدروس الفقهية وخُطب الجمعة.

أجر بناء المسجد في الإسلام

وعدّ اللهُ ورسوله المؤمنين الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله، وإقامة المساجد بأجرٍ عظيم في الدنيا والآخرة، وقد برز ذلك في مواطن عديدة من القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة.

بناء المساجد في القرآن

لا ينالُ شرف عمارة المساجد إلّا كلّ مؤمن صادق في حبّه لله، وهذا ما ورد في قوله تعالى:

(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ) [سورة التوبة 18].

فالمساجد هي بيت الله وخاصّته، وملجأ عباده الصالحين العابدين، قال تعالى في كتابه الكريم:

(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ * رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب) [سورة النور 36-38].

بناء المساجد في الحديث والسنة

إنّ التجارة مع الله رابحةٌ لا تخيب، ومن بذل في سبيله مقدار ذرّة من خير قابله الله بأضعافٍ مضاعفة، قد ورد عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» (متّفق عليه).

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «من حفرَ ماء لم يشرَبْ منه كَبِدٌ حَرَّى من جِنٍّ و لا إنسٍ ولا طائرٍ، إلا آجَره اللهُ يومَ القيامةِ، ومن بنى مسجداً كمِفْحَصِ قَطَاةٍ أو أصغرَ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ»، والقطاة هو نوع من الطير الذي يسكن الصحراء، والمفحص هو المكان الذي يضع فيه بيوضه، إذ يبيّن لنا رسول ﷺ أن المساهمة في بناء المساجد مهما كانت صغيرة الحجم فإن لها أجرٌ عظيم.

بناء المسجد صدقة جارية

يُعتبر بناء المساجد من أعظم الصدقات الجارية وأكثرها أجراً وبركة، فكلّ طاعةٍ أو صدقة أو عبادة تُقام في هذا المسجد إلى يوم القيامة، تُثقل ميزان حسنات كل من ساهم في إنشائه. 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا علَّمه ونشره وَولداً صَالحاً تَركه ومصحفا وَرَّثَهُ أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ أَوْ صَدَقَةً أخرجهَا من مَاله فِي صِحَّته وحياته يلْحقهُ من بعد مَوته» (رَوَاهُ بن مَاجَه).

شروط بناء مسجد

لابدّ من إقامة المساجد في كلّ بقعة يتواجد فيها المسلمون، ليُذكر فيها اِسم الله وتُعظّم شعائره، ولكن لبناء المساجد شروط وأحكام تضبطه، اِبتداءً من اِختيار الأرض التي سيُبنى عليها المسجد، وصولاً إلى وضع آخر قطع الأثاث فيه.

ملكية الارض

أجمع العلماء على حرمانيَّة بناء المساجد على أرضٍ مغصوبة من أصحابها، فالإسلام يحترم حقوق الأفراد ويحافظ على ممتلكاتهم، وإن سلب الأراضي من أهلها يعدُّ إثماً عظيماً، حتى ولو كانت الغاية من ذلك هي بناء المساجد.

لذلك فمن الضروري الحصول على ملكية الأرض من أموال التبرعات قبل أن يُقام عليها بيت الله، قال رسول الله ﷺ : «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا»، وهذا ما نحرص عليه في مشاريعنا لإنشاء المساجد.

المرافق الخاصة بالمسجد

إن تأمين المرافق الخاصّة بالمسجد من الأمور الأساسيّة التي يُخطط لها قبل البدء بعملية البناء، وتشتمل على:

  1. دورات المياه: يتم إنشاؤها بشكل منفصل عن الحرم الأساسيّ للمسجد، ومصممةً بطريقة صحيَّة.
  2. المواضئ بما تحتويه من مستلزمات مثاليًّة تضمن تحقيق معايير الطهارة في الوضوء.
  3. مسكن بسيط للمسؤول عن رعاية المسجد وخدمته.
  4. مواقف السيّارات.

أنواع التبرعات للمساجد

تعملُ العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيريّة في سوريا، على بناء المساجد وإعادة ترميمها في المناطق المتضرّرة، فقد أشرفت منظمة بنيان الإغاثية على تشييد بعض المساجد، ويُعد توفير الدعم الماليّ من أفضل الطُرق التي تساهم في تسريع عمليات البناء والترميم، ورغم ذلك فلا يقتصر الأمر على هذا النوع من التبرعات، فهناك طرقٌ أخرى لنيل الثواب من الله.

المساهمة في بناء المسجد

إن كنت ممّن لا يملكون القدرة على تقديم التبرّعات الماليّة، فيمكنك المساهمة في بناء المساجد بجهدك ووقتك وعلمك، إذ تحتاج عمليّة البناء في كافّة مراحلها إلى العمّال والفنييّن، فمهما كان مجال عملك سواءً في النجارة أو السباكة أو الكهرباء، يمكنك المشاركة في إعمار بيوت الله ولكَ الأجر الكبير.

المساهمة في إثراء مكتبة المسجد

من الصور الجميلة للتبرعات التي يقدّمها المسلمون للمساجد، هي إثراء المكتبة الخاصّة بالمصاحف الشريفة والكتب الشرعيّة -ككتب الفقه والحديث وتفسير القرآن الكريم وأصول الدعوة إلى الله- التي يستفاد منها طلبة العِلم، ويبقى أثر هذه التبرعات مستمرّاً لا ينقطع.

أثاث وفرش المسجد

جميعنا نعلم ما يحتاجه المسجد من الأثاث والفرش اللازم لكسائه، وهذه فرصة لا تعوّض للتقرّب من الله تعالى، فيمكن أن يتطوّع كل فردٍ لتحمّل تكاليف أحد المستلزمات التالية:

  • السجّاد والستائر.
  • الكراسي المخصصّة لكبار السن.
  • أنظمة التدفئة والتكييف.
  • المشارب ومبرّدات المياه.
  • مكبّرات الصوت.
  • الساعات والثريّات.
  • حلول الطاقة البديلة.
  • خزائن الأحذية.

الأسئلة الشائعة

ما فضل بناء المساجد وعمارتها؟

إن بناء المساجد من أعظم الصدقات الجارية التي لا ينقطع أجرها. قال رسول الله ﷺ: «سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ وَهُوَ فِي قَبْرِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ أَجْرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلًا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ».

ما هو أجر من بنى لله مسجدا يبتغي به وجه الله؟

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» (متّفق عليه).

ما أنواع بناء المساجد؟

هناك صورٌ عديدة للمساهمة في بناء المساجد، منها:تقديم التبرّعات النقديّة لإعمار المسجد المساعدة في تأمين أثاث المساجد، مساهمة أصحاب المهن في أعمال البناء التبرّع بالمصاحف والكتب الشرعية لمكتبة المسجد.

هل وضع الماء في المسجد يعتبر صدقة؟

نعم وذلك من أعظم الصدقات، قال رسول الله ﷺ: «من حفرَ ماءلم يشرَبْ منه كَبِدٌ حَرَّى من جِنٍّ و لا إنسٍ ولا طائرٍ إلّا آجَره اللهُ يومَ القيامةِ، ومن بنى مسجدًا كمِفْحَصِ قَطَاةٍ أو أصغرَ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ»

ما هو جزاء من ينظف المسجد؟

إن المشاركة في أعمال تنظيف المساجد لها أجرٌ عظيم، فهي اِمتثالٌ لأمر رسول الله ﷺ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ فِي الدُّورِ وَأَنْ تُنَظَّفَ وَتُطَيَّبَ‏

هل المساجد هي بيوت الله؟

نعم، وذلك لقوله تعالى: (وَأَنَّ ٱلْمَسَـٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا۟ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدًۭا) [سورة الجن 18].