2023/06/23
شارك عبر

يُعتبر تعليم اللاجئين والنازحين وطالبي اللجوء، من القضايا العالميّة المعقّدة ذات الأهميّة البالغة، التي تتطلب اِستجابة سريعة من الحكومات ومنظمات المجتمع المدني؛ إذ يعود السبب في ذلك التعقيد لمجموعة من التحديات، التي تحول دون حصول ملايين الأطفال على حقّهم في التعليم. 

سنكشف في هذا المقال أبرز تلك المعوّقات، وما الذي يُمكن فعله لدعم تعليم اللاجئين؟

أزمة تعليم اللاجئين حول العالم

يشهدُ عالمنا اليوم أضخم أزمة لجوء عرفها التاريخ، ووفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن “المفوضية السامية لشؤون اللاجئين” (UNHCR)، وردت البيانات التالية:

  • تجاوز عدد اللاجئين قسراً (100) مليون إنسان مع نهاية العام الفائت.
  • يعيش (74%) من اللاجئين في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
  • يقدّر عدد الأطفال اللاجئين بـ (36.5) مليون طفل دون سن الثامنة عشرة.
  • وُلد أكثر من (1.5) مليون طفل كلاجئين مُهددين بخطر الاِنقطاع عن التعليم.
  • معظم الأطفال الحاصلين على التعليم الاِبتدائي، لا يحالفهم الحظ بالوصول للتعليم الثانوي أو الجامعيّ.
  • على سبيل المثال لا الحصر، هناك حوالي (400) ألف طفل سوري في تركيا خارج المدارس.

أهمية دعم تعليم اللاجئين

تتحمّل جميع الدول مسؤولية دعم تعليم الأطفال والمراهقين اللاجئين بموجب القانون الدولي. مع ذلك، ما زال قطّاع تعليم الأطفال اللاجئين يعاني نقصاً شديداً في التمويل، والعديد من العقبات والتحديات.

الحماية من الأمية والجهل

إنَّ ضمان حصول الأطفال والمراهقين اللاجئين على التعليم الجيد ليس واجباً أخلاقياً فحسب، بل هو ضرورة عمليّة تعود نتائجها بالنفع على المجتمع الدوليّ بأسره، إذ يترتب على حرمان الطفل من التعليم حزمة من العواقب الاِجتماعيةّ الناتجة عن الأمية والجهل منها:

  1. تجنيد الأطفال القصّر من قبل الجماعات المسلّحة.
  2. اِنتشار الفقر الذي يؤدي لزيادة معدّلات الجريمة.
  3. تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال واستساغتها.
  4. اِنخفاض مستوى الوعي الصحّي مما ينتج عنه أمراض جسديّة ونفسية.

الاستثمار في المستقبل

على الجانب المقابل، يُشكّل اللاجئين ثروةً بشريّة جبّارة للدول التي تعمل على تأهيلهم للمشاركة في مشاريع التنمية المستدامة والاِستثمار في المستقبل، من خلال رفع مستواهم العلمي، لتحصد بعدها مجموعة من الفوائد الثقافية والاِجتماعية والاِقتصادية، مثل:

  • رفد أسواق العمل بالشباب المتحمّس والخبرات الجديدة.
  • تسليط الضوء على المواهب الفريدة والاِستفادة منها في مشاريع البحث العلمي.
  • تسريع عجلة الإنتاج وإنعاش الاِقتصاد ورفع متوسط الأجور.
  • قد يعود اللاجئون إلى مجتمعهم الأصلي حاملين المهارات والخبرات التي حصلوا عليها في المجتمع المضيف، وهنا سيلعبون دوراً مهمّاً في تطوير بلادهم.

معوقات تعليم اللاجئين

غالباً ما يتعطّل تعليم الأطفال والمراهقين اللاجئين أو ينقطع تماماً إثر الصراع والنزوح والتحديات الأُخرى. يواجه العديد من الأطفال اللاجئين أيضاً عقبات في الوصول إلى التعليم، مثل نقص الوثائق والفقر والحواجز اللغوية والتمييز والكراهية.

معوقات اللغة

أول العقبات التي يواجهها اللاجئون الجدد في بلاد اللجوء، هي صعوبة تعلّم اللغة المحليّة، مما يشكّل عائقاً دون حصولهم على التعليم واِنخراطهم في المجتمع. لذلك لابدّ أنّ تتّخذ الدول المستضيفة بعض التدابير لمعالجة هذه المشكلة، منها:

  1. دورات تعليم اللغة المحليّة بصورة مجّانية.
  2. اِتّباع أنظمة التعليم التفاعلي.
  3. الاِستعانة بالمدّرسين الناطقين باللغتين.
  4. تثقيف اللاجئين وتدريبهم على اِستخدام أدوات الترجمة.
  5. إقامة ندوات الحوار بين اللاجئين والسكّان المحليين.

معوقات عدم الاستقرار

لم يزل ملايين اللاجئين غير متأكدين من اِحتمالية بقائهم في أماكن إقامتهم الحاليّة، إذ أنهم مهددين بالتَّرحيل القسري من بلد اللجوء في أيّة لحظة من اللحظات دون سابق إنذار.

عدا عن المأساة التي يعيشها قاطني الخيام المُجبرين على تغيير مكان إقامتهم بين الحين والآخر، مما يمنعهم من مواصلة تعليمهم.

معوقات القوانين

إنَّ ضمان التعليم الجيد والشامل وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة لجميع الأفراد، هو البند الرابع ضمن أهداف التنمية المستدامة التي يسعى المجتمع الدولي إلى تحقيقها، وعلى الرغم من اِعتبار التعليم من الحقوق الأساسية لكلّ إنسان، إلّا أن بعض الدول تفرض قوانين مجحفة تسلبُ اللاجئين وأطفالهم حقّ الحصول على التعليم.

معوقات الوثائق والشهادات

هرب معظم اللاجئين من بين القصف والنيران دون أن يحملوا معهم شيئاً من ممتلكاتهم سوى ملابسهم التي كانوا يرتدونها، بينما فقد بعضهم الآخر أمتعتهم وأغراضهم خلال رحلة اللجوء المضنية عبر البحار والغابات.

مع ذلك، تطلبُ بعض الدول مجموعة من الوثائق وأوراق الثبوتية التي يعجز اللاجئون عن تأمينها، مما يؤدي لتأخير دخولهم إلى البرامج التعليميّة، أو إجبارهم على إعادة عدّة سنواتٍ دراسيّة، عدا عن صعوبة تسجيل الأطفال غير الموجودين ضمن السجّلات المدنيّة نهائياً.

معوقات اقتصادية والعمالة

يعدّ الفقر من المسببات الرئيسية في اِنقطاع الأطفال عن التعليم، لا سيما لدى اللاجئين المقيمين في البلدان النامية منخفضة الدخل، إذ يضطرّ الأهالي مُكرهين على عدم إرسال أطفالهم إلى المدارس لضعف قدرتهم المالية، أو لعدم قدرتهم على تحمّل تكاليف المدرسة؛ مما يدفع بالأطفال نحو العمالة المبكّرة والتسرّب من التعليم.

بعض الحلول لدعم تعليم اللاجئين

هناك العديد من الحلول التي يمكن اتّخاذها لدعم تعليم اللاجئين، ونعمل في منظمة بنيان الإغاثية على تحسين قطّاع التعليم في مخيمات اللاجئين والمناطق المتضرّرة. يمكنك تقديم يد العون في المسارات التالية:

كفالة طالب

يُمكن إحداث تغيير جذري في حياة أحد أطفال اللاجئين وضمان مستقبل أفضل له ولعائلته، من خلال التكفّل بتعليمه، لتغطية النفقات الدراسيّة والمستلزمات الأساسية من القرطاسية والدفاتر. كما تُعتبر كفالة طالب العلم من الصّدقات الجارية دائمة الأجر والثواب.

كفالة معلم

يعتبرُ نقص المعلمين المؤهلين، من أبرز المشاكل التي يواجهها قطّاع التعليم في مجتمعات اللاجئين، نتيجة نقص التمويل المخصص لرواتبهم، فيضطرّون لترك التعليم والبحث عن فرص عملٍ أُخرى تمكّنهم من إعالة أُسرهم. بناءً على ذلك، فإن تبرّعك لكفالة معلم سيساهم في حصول مئات الأطفال على تعليمهم، إضافةً إلى زيادة دخل عائلات المدرّسين.

المساهمة في بناء المدارس

من الأعمال التي نفخر برعايتها هي المساهمة في مشاريع بناء المدارس في المخيمات والمناطق المدمّرة، إذ يتم فيها إعادة تأهيل الفصول الدّارسية وتجهيزها بالشكل المثالي لاِستقبال الأطفال والمدّرسين، من خلال:

  • بناء المدارس في المخيمات الجديدة.
  • ترميم الجدران والأجزاء المدّمرة.
  • إعادة طلاء الفصول الدّراسية بالألوان الزاهية.
  • تجهيز مرافق مياه الشرب ودورات المياه.